القضاء في خدمة المواطن

3

في تفاعله مع السؤال الشفوي الآني الذي تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ،اليوم 03 يناير 2023 بمجلس المستشارين حول حالة العود ،أشار السيد الوزير بأن هذه   الجريمة من المواضيع والإشكالات الجنائية الكبرى التي كانت موضوع اهتمام جل الأنظمة الجنائية المقارنة وجعلتها تبحث لإيجاد حلول فعالة ومقاربات ناجعة للحد منه.

والمغرب كغيره من الدول ظل يعاني من ظاهرة العود إلى الجريمة وعجزت السياسة الجنائية في شقيها العقابي والوقائي عن إيجاد ردود فعل وأجوبة لمعالجة أمثل لمشكل العود إلى الجريمة ،سواء كان العائدون من الذين استفادوا من تدبير العفو، أو الذين أطلق سراحهم بنهاية العقوبة.

وأكد السيد الوزير بأن تشخيص واقع حالة العود إلى الجريمة في المغرب بشكل عام يسمح بالخروج بالملاحظات الاولية:

1-رغم ما يشهده موضوع العود إلى الجريمة بالمغرب من نقاشات فإنها ظلت تتسم بالطابع الأكاديمي والنظري البعيد عن الضبط والدقة لغياب معطيات إحصائية دقيقة لنسبة العود.

2 -يظهر من خلال وضعية المعتقلين والملفات الرائجة أمام المحاكم أن حالة العود مرتفعة بشكل كبير في قضايا السرقة والمخدرات.

3-سجل ارتفاع في نسبة حالة العود لدى الأحداث الذين يقل سنهم عن 18 سنة، فنسبة مهمة منهم تظل تتخبط في براثن الجريمة والانحراف حتى بلوغ سن الرشد؛

4-ضعف التنسيق بين السياسة الجنائية وباقي السياسات العمومية للدولة لإيجاد حلول لاحتواء حالات العود إلى الجريمة، لأن الأغلب منها يبقى مرتبطا بأسباب اجتماعية واقتصادية، كالبطالة والفقر علاوة على اضطرابات نفسية؛

5-غياب دراسات وأبحاث علمية حول حالة العود إلى الجريمة بالمغرب؛

6-قِدم الإطار القانوني المنظم لحالة العود، إذ يعود لسنة 1963 تاريخ صدور مجموعة القانون الجنائي، في حين أن العديد من الأنظمة الجنائية المقارنة تجدد الإطار القانوني لحالة العود بين الفينة والأخرى لإيجاد حلول فعالة للظاهرة.

ولهذه الاعتبارات ، شدد السيد الوزير، على أن  وزارة  العدل جعلت العود يندرج ضمن أهم الاهتمامات داخل ورش إصلاح منظومة العدالة الجنائية ،الذي أعلنت عنه سواء على مستوى الأوراش الإصلاحية التشريعية أو المؤسساتية. وأجمل السيد الوزير، في هذا السياق ، أهم مااتخذ من تدابير في :

1- مبادرة الوزارة إلى فتح ورش لتحديث السجل العدلي للسوابق القضائية ،يروم مركزة السجل العدلي وفق معالجة معلوماتية بدلا من الازدواجية الحالية المتمثلة في سجل عدلي وطني بوزارة العدل وسجلات محلية بالمحاكم الابتدائية للمملكة.

2-أدرجت وزارة العدل ضمن هيكلتها الجديدة مرصدا وطنيا للإجرام سيعنى برصد ظاهرة الجريمة ودراستها وتحليلها واقتراح الخطط والاستراتيجيات الكفيلة للتصدي لها، وستكون من بين اهتمامات المرصد تتبع ظاهرة العود ودراستها وتحليلها بكيفية علمية.

3- من بين المستجدات التي تضمنها مشروع مراجعة مجموعة القانون الجنائي المغربي إعادة النظر في المقتضيات القانونية المؤطرة لحالة العود وفق مقاربة جديدة تساير واقع الجريمة بالمغرب وتنفتح على التوجهات الجديدة التي اعتمدتها الأنظمة الجنائية العريقة، وتجد أجوبة للإشكالات العملية المسجلة.

4-اهتمام وزارة العدل ضمن استراتيجيتها على دعم التنسيق بين السياسة الجنائية وباقي السياسات العمومية للدولة خاصة الاجتماعية منها والاقتصادية لإيجاد أجوبة لبعض الظواهر الإجرامية وعلى رأسها ظاهرة العود إلى الجريمة.

5-دعم التنسيق بين السياسة الجنائية وباقي آليات العدالة وعلى رأسها السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج.

6-ضرورة تقديم الدعم والمساندة للمجهودات التي تبذلها مؤسسة محمد السادس لإعادة الادماج السجناء وتأهيلهم.

7-ضرورة تعزيز الرعاية اللاحقة للنزلاء من خلال برامج اجتماعية واقتصادية لتفادي عودتهم إلى الانحراف؛

8-مواكبة بعض المقاربات الفعالة التي اعتمدتها بعض الأنظمة الجنائية المقارنة.

منشور له صلة

d80ae5b764f514efce88bbdd80ae5b764f514efce88bbd

وزير العدل السيد عبد اللطيف وهبي يفتتح الدورة التكوينية الخاصة بخطة العدالة

إقرأ المزيد
d80ae5b764f514efce88bbd

وزير العدل السيد عبد اللطيف وهبي يفتتح الدورة التكوينية الخاصة بمهام المحافظة ببعض محاكم المملكة

إقرأ المزيد
WhatsApp Image 2024-07-10 at 18.14.54hf

وزارة العدل تعزز التعويضات السنوية للمفوضين القضائيين عن الإجراءات الجنائية

إقرأ المزيد