في جولة ذات أبعاد إنسانية، اجتماعية وتضامنية ، برزت فيه قيم التآزر و الفرح، تواصل مجموعة المساعدين الاجتماعيين المكلفين بمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب عددا من مناطق المملكة يوم الثامن من شتنبر الماضي، زياراتها للقاء ساكنة دواوير إقليم تارودانت، واختارت أن تكون مناسبة عيد المولد النبوي الشريف اليوم الخميس بطعم الفرح ونشر السعادة في جماعة تافراوتن بإقليم تارودات.
ولم تتوقف هذه الزيارات الميدانية، بمناسبة احتفاء المغاربة كسائر الشعوب الاسلامية بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، كعطلة رسمية لتأجيل برنامج هذه الزيارات الميدانية، بل كانت فرصة لتوطيد أواصل العلاقات الاجتماعيه التي تربط هؤلاء المساعدين الاجتماعيين بالعائلات المتضررة من تداعيات الزلزال.
وفي هذا السياق، أبت المجموعة المكونة من 18 مساعدة ومساعد اجتماعي إلا أن تحل في هذا اليوم الذي هو يوم عطلة، وأن تشتغل إلى جانب عملية “الإعمار القانوني” للأسر التي فقدت وثائقها الثبوتية بزلزال الحوز، وكذلك على نشر مظاهر الفرحة والبهجة بين العائلات والأطفال بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
هذه المهمة التي تجاوزت مهمة الإعمار القانوني الى مهمة إنسانية للمجموعة، إذ استطاعت ان تترك بسمة وفرح في قلوب ساكنة جماعة تافراوتن حيث عبروا عن سعادتهم الغامرة بهذا اليوم الذي تشاركوا فيه الأجواء الروحانية للعيد، والطقوس المغربية لعيد المولد النبوي الشريف بكل تفاصيلها.
ومن جانبهم عبرت كل المجموعة عن سعادة أفرادها بهذا العيد الاستثنائي بالرغم من مروره بعيدا عن عائلاتهم إلا أن السعادة كانت بادية على محياهم وهو يصفون الأجواء الإنسانية الجميلة التي مرت فيها هذه المناسبة والدفء العائلي الذي استشعروه وعاينوه لدى ساكنة هذه المناطق البسيطة.
واختارت مجموعة المساعدة الاجتماعية بدء هذا اليوم المتميز من جماعة تافراوتن ومشاركة 66 عائلة من ساكنتها فرحة العيد، وبعد ذلك اللعب مع الأطفال ومحاولة خلق الأجواء المليئة بالفرحة ليتجاوزوا محنة الفاجعة التي ترسخت في أذهانهم ونفوسهم.
مجموعة المساعدة الاجتماعية كانت قد بدأت عملية الإعمار القانوني منذ الجمعة الماضية لاستخلاص الوثائق التي ضاعت تحت الردم كعقود الزواج والبطائق التعريفية والحالة المدنية وعقود الملكية، بعدما فقد عدد كبير من الأفراد والأسر الناجية من زلزال الحوز وثائقهم الثبوتية التي يحتاجونها في عمليات إعادة الإعمار لإثبات ممتلكاتهم، وملكية مساكنهم المتهدمة أو الإقامة بهذا الدوار أو ذاك.
وتوزع 18 مساعدة ومساعدا اجتماعيا من مختلف محاكم المملكة، يتحدثون الأمازيغية على القرى والمداشر المتضررة من الزلزال، وسط تجاوب كبير من جميع ساكنة المناطق المتضررة في جو عائلي، خيمت عليه قيم التآزر والفرح والتضامن المغربي المتعارف عليه والمرسخ بين ابناء الامة المغربية مهما اختلفت الأجيال.
عن(بام. ما)
